| 0 التعليقات ]






مواطن يروي ما شاهده مع زوجته في مدرجات لقاء الأهلي وكيما أسوان من أحداث دموية، فلمّا كانت روايته مساندة للجمهور وتدين رجال الأمن رد عليه المذيع: ماتخلينيش أقول انك آلتراس!

طبعا المذيع هو مدحت شلبي، والمتحدث هو رجل يروي شهادته كما رآها في الاستاد، ولكن لأن الرواية لم تتماشى مع اتجاه سيادة اللواء مدحت شلبي قرر أن يرميه بتهمة العمالة لجماعة الألتراس "الخسيسة" ويغلق الخط في وجهه.

هل أصبح الانتماء للآلتراس تهمة؟ اسألوا مدحت شلبي، فهو أكبر اعلامي ناجح وله مصداقية ويعرف ما لا يعرفه أحد برأيه الذي لا قيمة له على حد قوله دائماً.

بصراحة .. الاعلام الرياضي المصري مقزز، أحد أصدقائي تابع خالد الغندور ومدحت شلبي وأخرون في اليوم التالي لموقعة كيما، اتصلت لأطئمن عليه بعد هذا اليوم الحافل فجاء رده: هبيع الدش!

ما أقوله لا علاقة له بإدانه الألتراس أو الشرطة، أتحدث عن التناول الاعلامي لأزمة شغلت كل المتابعين، لأن ما حدث أكبر من شغب جماهيري في ظروف عادية، لذا كان التناول الاعلامي مقززاً لأن هؤلاء لا يهمهم سوى أن يأخذوا صف المسئولين أياً كان المذنب.

فعلوا ذلك أيام مبارك، فسبّحوا بحمده قبل أن يرحل بسبب الثورة فأكدوا أننا عشنا عصور الظلمات والفساد حتى انقلب الحال بفضل اعلامهم، وقد سمعت شلبي يوماً يقول في برنامجه أن ما كان يقوله في "مساء الأنوار" كان يصل الى شباب التحرير فيزدادوا قوة واصراراً على موقفهم حتى رحل مبارك .. والله قال كدة!

أما عن الأزمة نفسها، فالصورة التي شاهدها الجميع بدون معرفة التفاصيل الخفية تقول أن الشرطة "اتحمقت" عندما سمعت سباب حبيب العادلي ومبارك فضربت الجماهير، وذلك يدين الشرطة بشكل لا فصال فيه.

ثم أظهر بعض الشهود بعض الخبايا التي أشعلت غضب الشرطة، فقالوا أن بعض الجماهير تبولت في زجاجات وألقتها على رجال الشرطة واعتدوا بالضرب والاهانة على عساكر الأمن المركزي.

ولو كانت الرواية الأخيرة صحيحة، فهي ليست مبرراً لكي يقوم رجال الشرطة بالاعتداء على مدرج من 5000 "مواطن مصري"، قديماً عندما كنت طفلاً شرح لي أحد الضباط وظيفته فقالها ببساطة: مهمتنا نعرف الغلطان من وسط الناس ونعاقبه لوحده.

لذا فحتى لو كانت رواية البول والاهانات صحيحة فهي ليست مبرراً لضرب 5000 شخصاً لأنهم بالتأكيد لم يتبولوا جماعة ويقذفوا الزجاجات على الشرطة، فلو كان هناك 5000 أو 500 أو حتى 50 زجاجة بول مقذوفة من المدرج لظهرت واضحة أمام الشاشات.

لذا لم يكن هناك ما يبرر اثارة حالة البلبلة التي انتابت الشارع المصري، وشلبي قال يوماً أن شيكابالا يخطيء عندما يرد على استفزازات الجمهور وأنه يجب أن يصبح أكثر نضجاً وألا ينساق وراء أخطاء الجمهور، ربما كان يجب على شلبي أن يوجه نفس النصيحة لرجال الشرطة لو أنه يبحث عن الحق ولا شيء سوى الحق.

0 التعليقات

إرسال تعليق