بالطبع الفارق بين مانويل جوزيه وبين مواطنه جوزيه مورينيو كبير .. فالأخير نجح مع كل الفرق التي قادها بينما ابداع ساحر الأهلي البرتغالي لا يظهر الا داخل جدران القلعة الحمراء.
ولكن رغم ذلك يبقى الشبه بين المدربين كبيراً جداً سواء فنياً أو نفسياً .. نفس الغطرسة التي تجذب عشق المشجعين ونفس الجنون بالدفع بخمسة مهاجمين للفوز بمباراة ونفس الجرأة في انتقاد أي شخص أو أي جهة مهما كانت العواقب.
وربما لا يحب البعض هذه النوعيات من المدربين لأسباب لها علاقة بالروح الرياضية والهجوم على الغير، ولكني أجد نفسي أنجذب بشدة الى هذه النوعية من الشخصيات التي تمتلك كاريزما غير عادية.
وأذكر اليوم الأول الذي جلست فيه مع مانويل جوزيه، بدا لي الرجل مرعباً الى أقصى درجة رغم الود والمحبة وخفة الظل التي غلفت الحوار، ولكنك تحتاج الى فترة في البداية لتتخلص من الكاريزما القاتلة للرجل ولتبدأ في التجاوب معه في الحوار.
وعندما تحدثت معه قبل أن يرحل عن الأهلي ويسافر الى أنجولا لتدريب منتخبها قلت له: لا أعلم كيف سننظر الى الدكة لنجد رجل غيرك جالس لا يصرخ ولا يصيح في الحكام أو يقف على الخط ليرتعد اللاعبين، فضحك وقال: لا أحد يعلم ما سيحدث غداً يا صديقي .. وأثبتت الأيام أنه كان على حق عندما عاد لتدريب الأهلي من جديد.
وعندما خسر الريال من برشلونة وخرج مورينيو ليصب لعنته على التحكيم شعرت أني أشاهد مانويل جوزيه، نفس السخرية اللاذعة ونفس الأسلوب المختلف للتعبير عن الرأي الصاخب، أسلوب فلسفي يغلفه سخرية ناقمة على الموقف.
وكان الرابط الوحيد بين جوزيه ومورينيو هو اختراع للصحافة المصرية ادعت فيه أن مورينيو وصف جوزيه بأنه لا يرحل عن أي فريق إلا وقد تركه صحراء جرداء، وعندما نقلت هذا الأمر لمانويل جوزيه سكت قليلاً ثم قال: هذه هي صحافة بلادك .. لا تقول الحقيقة، وإن قالتها فستكون لسبي حتى أرحل عن البلاد .. وقتها شعرت مجدداً أن جوزيه ومورينيو وجهان لعملة واحدة.
source :euro sport













0 التعليقات
إرسال تعليق